«ابني كفرني قبل أن يغادر إلى اليمن، ويخون العهود والمواثيق بعد أن تكفلت الدولة بزواجه وتأمين مستقبله الذي ضيعه بيده باتباع الفرق الضالة».
هكذا تحدث علي بن جابر الشهري عن ابنه المطلوب الأمني الفار لليمن، برفقة زوجته وأطفاله الثلاثة.
مشاعر والد المطلوب سعيد الشهري تمتزج بالحزن والخيبة على ما آلت إليه أحوال ابنه الرابع سعيد، خاصة بعد أن سعت حكومة المملكة لاستعادته من معتقل غوانتانامو في كوبا بعد أن اعتقل في أفغانستان، ولقد كان أصغر سجين في المعتقل الأمريكي بعمر لم يتجاوز سن 15 سنة.
يقول الشهري «ابني سعيد خان العهد، وعاد لغيه القديم، وكان الأولى أن يعود لرشده بعد أن فتحت له القيادة الباب على مصراعيه للعودة، وسبق أن أحضرته من غوانتانامو بعد أن كان يعيش الذل والهوان في سجون أمريكا».
ولا يخفي علي الشهري استغرابه من الهروب المفاجئ، بحسب قوله، لابنه الذي كان يعيش حياة هانئة ومستقرة في مدينتهم النماص، وفجأة توارى عن الأنظار قبل أن يعود اسمه إلى واجهة الأحداث ضمن قائمة المطلوبين الأمنيين الـ 85 المعلنة من وزارة الداخلية.
يروي تفاصيل تلك المرحلة والد سعيد قائلاً «قبل أكثر من شهر تقريبا من إعلانه مطلوبا اختفى مع زوجته التي لم يمض أسبوع على ولادتها طفلة، وبعدها بفترة وجيزة كلمتني زوجة ابني بالهاتف مدعية أنها في الرياض، وأن سعيد ذهب لليمن».
وما أن بدأت أسرة سعيد الشهري في استيعاب مصيبتهم الأولى بعودة ابنهم إلى طريق الضلال والكفر، حتى يصطدموا بخبر انضمام الزوجة ورضيعتها البالغة حينها شهرين من العمر فقط، وأطفالهما إليه أيضا.
كان يوسف الشهري بعد عودته من معتقل غوانتانامو شرع في تكوين حياة جديدة بزواجه خلال فترة السجن من زوجته وفاء، وبدأ في إكمال دراسته للمرحلة الثانوية التي توقف عنها قبل ذهابه إلى أفغانستان.
ويؤكد والده علي الشهري أنه «كان منطويا على أسرته فقط، ولم يكن متصلا بأناس من خارج مجتمعه الأسري المحدود»، ولكن مجتمعه الأسري المحدود يضم مطلوبين أمنيين آخرين، وهما ابن شقيقه عبد الإله مصطفى الشهري، وزوج شقيقته يوسف سعيد الشهري.
وعن حال والدة سعيد، يقول الأب «تعاني الأمرين نتيجة خبر عودته لقائمة المطلوبين، بعد أن تيقنت بأن الله عز وجل أنقذه من هذه الفئة، وأنه عاد واستقر في مسقط رأسه بجوارها، وهي تعيش ظروفا صحية سيئة بسبب هذه الصدمة».